Saturday, April 4, 2020

وكيف حالك؟


في أواخر العام الماضي، تنبه العالم الى وجود مرض جدید عبارة عن فیروس سریع الانتشار والعدوى لمن یخالط حامله وانشغل العالم الخارجي في اقصى شرق آسیا بمكافحته واعتقد الناس في النصف الثاني من العالم بأنهم بأمان من الإصابة به أو أن الوضع تحت السیطرة لدیهم ولن یقترب منهم لان لهم قلبا طیبا أو لأنهم مؤمنون صالحون. لكن الفیروس كان له رأي آخر ولم یفرق بین هذا وذاك وما هي الا اشهر قلیلة وانتشر ووصل الى كل بقعة على وجه الأرض وسرعان ما وجدنا دول من ذوي الوزن الكبیر في المحافل الدولیة ولها سمعة بقوة أنظمتها سواء الداخلیة او الخارجیة، منها دول كان ُینظر لها باحترام وتقدیر كبیر وتعتبر زیارة معالمها الشهیرة من الأحلام لدى الكثیر ، أصبحت مناطق محرمة ، بجانب أن غالبیة المرضي في عالمنا الثالث لدیهم ثقة عمیاء في العلاج في دول الفرنجة و یستمیتون للسفر للعلاج حتى ولو
للعلاج السیاحي ومنهم یعتبرها جزء من المستوي الاجتماعي الذي ینتمي إلیه حیث له .

ثم فوجئنا في یوم ولیلة بانهیار النظم الصحیة لغالبیة هذه الدول، لعدم استیعابها الأعداد الكبیرة المصابة بالمرض ولأسباب عدیدة لسنا هنا لمناقشتها.
ثم تطورت الأحداث بسرعة وخلال مدة قصیرة وبعد أن وصلت أعداد الإصابات بالآلاف، صنفت منظمة الصحة العالمیة الفیروس بالوباء وبعدها بدأت الدول في تنفیذ سلسلة من الإجراءات أشد صرامة، حیث لم تأخذها على محمٍل من الجد في بداية اكتشاف الفیروس وذلك إما لأسباب إقتصادیة أو سیاسیة أو أیضا إجتماعیة.

وعندما أصبح لا بد من التصرف لتجنب المزید من خسارة في الأرواح، بُدأ بتنفیذ الحجر الصحي في كافة دول العالم ،بما فیه تعطیل الدوائر الحكومیة والخاصة ، ایقاف الطیران الدولي والمحلي وأیضا تعطیل
المدارس والجامعات وجمیع أنواع المواصلات العامة قطارات ومحطات المترو وغیرها وأیضا منع كل أنواع التواصل البشري أو التجمعات بین الأفراد حيث أن الفيروس سريع الانتشار باللمس أوانتقال الرذاذ سواء عند العطس أو طرق أخرى، لذا لجأت هذه الحكومات إلى المنع الكلي من الخروج من المنزل إلا للضرورة، وبالتالي وصل الأمر إلى الاماكن المقدسة ، حیث تم إغلاقها وتوقفت فیها ممارسة العبادات والصلوات وسعت أيضاً إلى إغلاق المساجد والكنائس منعاً للاختلاط وحفاظاً على صحة الأفراد.

لكن ما زال البعض ینظر للأمر باستهتار ولا یلتزم، العالم جمیعا مشترك في الُمصاب، نسمع یومیاً عن رسائل وتوسلات من الأطباء والممرضات ومن یعمل في المجال الطبي عن التحذير من سرعة انتشار المرض وازدياد المصابين لمئات الآلاف يومياً ووصل عالمياً لرقم قياسي لم نسمع به من قبل بالنسبة للأجيال الحالية، فعليك عزيزي القارئ ضرورة أخذ الاحتیاطات والالتزام في الحجر المنزلي، لا تخرج من بیتك، لا تغادر إلا للضرورة وابتعد عن التجمعات واهجر الزیارات العائلیة. واذا غادرت ارتدي كمامة الوجة (الماسك) وارتدي القفازات في یدْیك وعندما تعود سالماً لبيتك اتجه فورا لتغيير ملابسك واغسل يديك لمدة عشرون ثانیة قبل أن تُحي أي من أفراد أسرتك حسب منظمة الصحة العالمية ..فهل هناك أسهل من هذه الإجراءات؟
من أجل سلامتك ابقي في البیت وكن سالماً معافا.

No comments:

كيف ‏تغلبت ‏على ‏مزاجي ‏السيء؟

تجلس بين مجموعة من الأصدقاء ، يتجاذبون أطراف الحديث وأنت في مكان آخر ومن ثم يوجه إليك الحديث ولا يُعجبك السؤال أو ماذا يقصد من حديثه، فينقلب...