Friday, April 26, 2013

كيف فعلوها


   كيف فعلوها......



  دارت مناقشة حادة ما بين زملائي في العمل عن التعليم وأفضليته في كل بلد عربي وكل طرف مُصر على رأيه بان التعليم في بلده أفضل، زملائي من مصر والأردن وسوريا وفلسطينيين، لكنهم تربوا وتعلموا في الكويت بحكم هجرتهم إليها، الزميلة المصرية تصر على أن التعليم في مصر  في أحسن حال ومن يتعلم في مدارس وجامعات مصر لا يمكن ان يقارن بأي تعليم في مكان آخر،  وأصر الجانب الأردني والفلسطيني على أن التعليم في الأردن و سوريا والكويت أفضل بمراحل منه في مصر وحاولوا أن يشركوني في المناقشة ولكنني لم اعرهم  انتباهي واعتذرت بلا تعليق ، ربما لأنني أريد ان أفكر بشكل مختلف قليلاً .ربما لم يطرأ على بالي هذا السؤال ابدا ان اقارن الدراسة ما بين هنا وهناك ما بين بلاد بني عرب
وفي المساء بينما كنت انشغل أموري الحياتية الأخرى، كنت اقلب في التلفاز ما بين القنوات الفضائية، استرعى انتباهي حديث يدور في  قناة أو تي في (OTV) المصرية، كانت تعرض لقاءًاُ مع أستاذ جامعي هو الدكتور محمد أبو غار عن التعليم في مصر وانحدار مستوي التعليم في الجامعات وكيف أن اغلب الخريجين لا يملكون أدنى معرفة دينية أو ثقافية أو علمية تذكر وكأنهم قضوا سنوات الجامعة في سبات عميق أو إجازة عقلية اختيارية.....
         عندها سرحت بخيالي وبدأت أفكر قليلاً، كيف كان التعليم في القرون الماضية، كيف كان يتعلم أجدادنا...علماؤنا الأفاضل، كالفارابي وابن سينا وابن رشد وابن ماجه،ابن رشد و ابن النفيس والبغدادي وابن الهيثم وابن سينا والإدريسي والخوارزمي كل هؤلاء كانوا يصنفون من عظماء عصرهم في العلم والمعرفة ، كان العالم منهم بارعا في عدة مجالات الطب والكيمياء والأدب والدين وحتى الموسيقى ...كيف فعلوها ؟؟؟ كان يعد العالم منهم بحرُ من العلوم، لقد أجريت بحثاً سريعاً عن معظم هؤلاء العلماء وعن كيف نهلوا من شتى أنواع العلم بالرغم من كثرتها إلا أنهم برعوا فيها ، فعالمُ كالفارابي كان له كتبا في الطب والموسيقى والطبيعة وحتى علم الفلك والنجوم وقد كان زاهداً عن الدنيا منكبا على التحصيل العلمي ولا يهبأ لأي مقابل مادي سوى النذر اليسير ما يقوت به يومه، وما قد لفت نظري هو أن أغلبية العلماء الأفاضل يجمعهم سر ولا اعتقد انه شيء بالكثير على طلبتنا أن يتقيدوا به،،، وهو الزهد في الدنيا والاخلاص في العمل، في ايامنا هل تجد من هو بارع في الادارة ويعمل كطبيب مثلا؟؟ ولا أقول لدرجة التقشف لكن لا يأتي أبناؤنا ويتحججون أن زماننا غير زمانهم لا ولكن نحن نملك من التسهيلات ما يدفعنا للتفوق واحتلال القمة مرة أخرى وما يجعلهم يتباهون بنا عند لقائهم بهم.....فاستغلوا أوقاتكم في القراءة، ثم القراء ولا تضيعوا وقتكم في اشياء وملهيات لا تفيد .وأيضا لم لا نلجأ إلى المجادلة الصحية وتبادل الآراء المختلفة فاختلاف الآراء يؤدي إلى البحث والتجربة ومن ثم الوصول إلى الحقيقة.....وهذا ما نسعى إليه التجربة والملاحظة فأغلب هؤلاء العلماء رحمهم الله لجؤا إلى البحث والتجربة والملاحظة  ,,,,فإلى ماذا لجأ أبنائنا في أيامنا هذه؟؟؟




أغلب المدارس والجامعات الحالية تلجأ الى الدراسة النظرية ، أي الحشو النظري ...لا يوجد برهان من غير تجربة ،اثنين وثلاث وأربعة وحتى عشرة حتى نصل إلى الحقيقة .....اغلب جامعاتنا تدرس المواد بطريقة اذهب إلى صفحة كذا من الفصل كذا وأحفظ هذا الجزء لأنه ضروري....كيف أتوقع من هذا الجامعي أن يتذكر هذا المعلومة إذا لم يطبقها أولا...إذا لم يستفد منها لماذا عليه ان يدرس شيء لن يستخدمه لا في المستقبل القريب ولا البعيد
المشكلة الأخرى، بل الطامة انه بسبب العدد الكبير في المدرجات وعدم الالتزام بالحضور، نجد أن غالبية الطلبة قد لا تحضر المحاضرات وبالتالي لا تشارك مشاركة فعلية في المناقشات التي تدور حول المادة أو تبادل الأسئلة حول ما يتم تداوله ما بينهم


اعتقد ان الاخلاص التام للدراسة وبذل مجهود من المدرسين والمحاضرين في ايصال المعلومة الى الطالب سوف تساهم في تحسين مستوى الطلبة والطالبات والتعليم بصفة عامة....


كتبت في عام 2010 ونشرت اليوم 26 ابريل 2013

كيف ‏تغلبت ‏على ‏مزاجي ‏السيء؟

تجلس بين مجموعة من الأصدقاء ، يتجاذبون أطراف الحديث وأنت في مكان آخر ومن ثم يوجه إليك الحديث ولا يُعجبك السؤال أو ماذا يقصد من حديثه، فينقلب...